.
..........تعنى بمختلف نواحي تربية الشباب و تمده ببعض المعلومات الكشفية والوطنية صدر منها أحد عشر عددا.
***الحركة الكشفية في الجزائر بعد الاستقلال:-***
منذ وقف القتال و خاصة غداة الاستقلال فان عودة عدد كبير من الإطارات من ميدان الجهاد و
السجون و المنفى تمكنت الحركة الكشفية من أن تتخذ مظهرا خاصا و حيويا خصوصا بعد المؤتمر
الكشفي الذي تم في أكتوبر سنة 1962 و الذي كان في نفس الوقت مؤتمر الوحدة. حيث برز
الأمل في تعزيز العمل المنظم وفي تمثيل و تجانس الإطارات لكي تعمل على تجديد نفسها و
الاندماج في التيار الثوري و المشاركة بصورة فعالة في بناء الجزائر الاشتراكية. ولكن يا للأسف
فان هذه الآمال قد تبددت بسرعة و عرفت المنظمة <التي أصبحت بعيدة عن تعزيز نشاطها>
الركود أو بالأحرى التقهقر.فالغموض السياسي الذي ساد البلاد منذ 1962 حتى 1965 و فقدان
التوجه والعقيدة المحددة هيأت الحزب بحيث يستطيع أن يستخدم في بعض الأحيان كتوضيح أو
بالأحرى كتبرير..ولكن بالرغم من انتفاضة 19 جوان عام 1965 فان الحركة الكشفية ظلت
على هامش التيار الثوري كما لاحظ ذلك مسئول جهاز الحزب حيث قال انه شعر <بان الكشاف
المسلم الذي ناضل من اجل القضية الوطنية لم يتطور ليصبح المناضل الثوري الاشتراكي>.
وقد لعبت الكشافة الإسلامية الجزائرية دورا هاما على الصعيد الوطني منذ فجر الاستقلال ومازالت
ففي حين لعبت القيادات الكشفية دورا هاما في حرب التحرير و استشهد منها خيرة قادتها نرى أن
دورها قد تطور في المراحل اللاحقة فاتجهت إلى المساهمة في بناء المجتمع الجزائري و إلى
المحافظة على الشخصية الجزائرية وتخليصها من كل الشوائب التي وضعها الاستعمار و حاول
ترسيخها في نفوس الشباب الجزائري.فبعد الاستقلال رسمت الكشافة الإسلامية الجزائرية لنفسها
دورا هاما مساعدا و مكملا لدورها في مرحلة الثورة المسلحة على الصعيد الاجتماعي. فمنذ نهاية
الحرب التحريرية انصب اهتمام الكشافة الإسلامية الجزائرية على تحقيق المبادئ التالية:-
1- العمل على وقف تدهور القيم الأخلاقية التي حاول الاستعمار بثها في نفوس الشباب
الجزائري.
2- العمل على تحقيق التعازي في الهياكل الاجتماعية. وكان ذلك يستدعي العمل في كافة
المجالات التي تهم الشباب من المشاكل التربوية التي أولتها الدولة عناية فائقة حيث خصصت
للتعليم و لا سيما بعد 1965 ربع ميزانية الدولة بحيث يشمل التعليم كل الأطفال من سن السابعة
إلى السابعة عشر و ذلك في إطار المخطط الرباعي <1973-1977>. وكان أهم عمل
عملت الكشافة الإسلامية الجزائرية على تدعيمه في مجال الحفاظ على الشخصية الجزائرية:
1- الحفاظ على التقاليد من حيث السلوك و الضيافة و الشرف وورع و احترام المرأة.
2- تطوير الثقافة التقليدية المفيدة مثل الشعر الشعبي و الرقص والأناشيد و الفولكلور و كل ما له
علاقة بالأحداث الكبرى في الحياة.
3- المشاركة الفعالة في التعريب و جعل اللغة الوطنية العربية أداة عمل في الحياة اليومية.
4- القضاء على رواسب الاستعمار العالقة في الأذهان وذلك بمحاربة التعقيدات و انسجام الإنسان
الجزائري مع نفسه و إتمام الاستقلال السياسي والاقتصادي و الثقافي للبلاد.
(...يتبع.....)
.