الكشافون المتفوقون هم أفراد يرون العالم في طابع غير تقليدي ، إنهم يختلفون عن غيرهم من الكشافين في عواطفهم ومشاعرهم ومعاملاتهم وأفكارهم . وهم يرون العالم بمنظار يختلف تماما عن المنظار الذي يراه به الكشاف العادي .
إن الكشاف الموهوب أشبه بمن يرى العالم من خلال ميكروسكوب إلكتروني ، ذلك أن مثل هذا الكشاف يرى ما لا يراه الآخرون ولا يستطيعون تخيله .
كيف نتعرف على الكشاف الموهوب :
تعد نسبة الذكاء إحدى الطرق للتعرف على الكشاف الموهوب ، ولكن هناك طرقا أخرى منها : التحصيل الدراسي والقدرة الإبتكارية ، وتقدير القادة والمدرسين والآباء. وقد تكون نسبة ذكاء الكشاف ليست عالية ، ولكنه بالرغم من ذلك يكون موهوبا في مجالات أخرى ، كما أن نسبة الذكاء نفسها يصعب تحديدها بدقة ، بسبب اختلاف ظروف كل كشاف ، فقد يوجد لدى الكشاف صعوبات تمنعه من إظهار جميع قدراته ، فالكشاف الجائع أو العصبي مثلا يستطيع أن يبدع أو يجيب بنفس درجة الكشاف الهادئ المستعد نفسيا للإجابة عن أسئلة المسابقات .
إن أفضل من يكتشف الكشاف الموهوب هم القادة ، لأنهم يلمسون بعض الخصائص عنده في أعوامه الأولى ، وذلك عند مقارنته بكشافين آخرين في مثل سنه فيمكن أن نتعرف على موهبة الكشافين من خلال أسئلتهم الذكية والكثيرة .
ويفضل الكشاف الموهوب القيام ببعض الأشياء بطريقته هو ، وهي طريقة تختلف عن الكشافين العاديين ، فهو يرى حلولا عديدة وطرقا مختلفة لحل مشكلة ما.
كيف نتعامل مع الكشاف الموهوب :
1- إن القادة والمشرفين على الكشافين يجب أن ينظروا إلى الكشاف ويتعاملوا معه بكل ما لديه من أحاسيس وأفكار وتصرفات ، باعتباره كيانا متصلا ، وليس أجزاء منفصلة.
2- يجب على القادة والمربين ألا يقصروا تقديرهم للكشاف على قدرته العقلية ونبوغه الكشفي أو الدراسي فقط ، وإنما يهتمون أيضا بكل ما لديه من صفات أخرى مما يساعد على تنمية مواهب الكشاف دون مغالاة.
3- يجب على القادة والمربين أن يشجعوا الكشاف على مواصلة العمل والبحث ، حتى ولو فشل أحيانا ، فليس من الضروري أن تنجح جميع المحاولات ، حتى يستطيع أن يثق في نفسه وفيمن حوله ، ويدرك أن اهتمامهم به لن يتوقف إذا ما فشل في أداء عمل ما .
4- يجب على القادة والمربين أن يكونوا القدوة الحسنة والمثل الأعلى في الاهتمام والتعاون والمشاركة الفعالة ، حتى يتعلم منهم الكشافين هذه الأنماط السلوكية ، ذلك أن هذه الصفات إذا لم توجد فيمن يحيطون بالكشاف الموهوب فلن يستطيع أن ينموا نموا صحيحا ، ولن يستطيع أن يثبت قدرته وكفاءته مهما تكن موهبته.
كل ما سبق يوضح أهمية التعاطف والمساندة والمعاضدة ممن يحيطون بالكشاف ، لأن هذا يمده بالشعور بأنه يعيش في عالم سعيد ومحبوب وبين أشخاص يفهمونه ويقدرونه ، وهذا يولد عنده حب العلم والمعرفة والوطن والكشفية ، وليس من الضروري أن يتفق الجميع مع الكشاف ، أو يوافقوه على كل أفكاره وأحلامه وآراءه ، وإنما يعطونه الفرصة فقط للتعبير عن الآراء وتقبلها.